مقال عن تحقيق الذات والوعي الفكري “أنت مجرد عقل”
بقلم : خلود عاشور
أنت مجرد شبح
ما نحن إلا عقول..
معنى؛
استندت معظم التجارب والعلاجات التي أجريت على المرضى النفسيين إلى خطواته ومبادئه الأساسية. يتعلق الأمر بترسيخ الجوانب الجيدة والإيجابية للحياة في وعي المريض.
في أغلب الأحيان يعاني المريض من الهواجس والاكتئاب وغيرها من الأمراض النفسية بسبب فكرة سيئة في ذهنه.
ينشأ معظم قلقنا وتعاستنا لأننا نفكر في شيء يزعجنا ونتوصل إلى نتيجة مفادها أن فكرة معينة تكمن في أذهاننا، مما يجعلنا نخاف من شيء ما أو نشعر بعدم السعادة تجاه شيء ما.
صديقي! قال شكسبير: “ليس هناك شيء سيئ ولا شيء جيد، ولكن التفكير هو الذي يجعله كذلك”.
عقلك وتفكيرك يفعلان شيئًا سيئًا أو جيدًا بالنسبة لك. طريقة تفكيرك بعقلك تخبرك بالرؤية سواء كانت سلبية أو إيجابية.
على سبيل المثال: في الصباح أعدت لك زوجتك فنجان قهوة مع حليب لا تحبه… ومن خلال تفكيرك سلباً أو إيجاباً، يمكنك تحديد رد فعلك تجاهها ومن ثم يومك بأكمله….
إذا اعتبرت أنها فعلت ذلك لأن الحليب مفيد للصحة، فسوف تقبل رأسها، وستكون سعيدًا لأنها فعلت ذلك، والآخر سيبحث عن طرق لتسحرك، لتجعلك سعيدًا، ولكن إذا تذكرت أنها فعلت هذا لأنها مهملة ولا تهتم، فتمل وتحزن وهكذا.
سعادتك وتعاستك تبدأ وتنتهي بعقلك. فهو يبدأ بعقلك، وجسمك ينفذه ويتفاعل معه.
وما يؤكد لك أننا لسنا إلا عقولنا.
شاهد: الأبله الكامل – لدوستويفسكي
عندما يقول لك شخص أنك فاشل وتكرر هذا الكلام مرات عديدة فأنت في الحقيقة تصبح فاشلاً لأنك صدقته وجلست الفكرة في رأسك وتمنعك من المضي قدماً في طريقك وطريق نجاحك فأنت تتحدى كلمته بعناد ومصممون على أنك ستنجح، بغض النظر عما يقال حولك.
سوف تكون ناجحًا بالفعل لأن هذا الأمر متأصل في عقلك. لا أقصد أن النجاح لا يأتي إلا عندما تترسخ الفكرة في رأسك، لكن هذه الخطوة هي الأهم من بين جميع الخطوات. عندما تثبت الفكرة في رأسك وتحسن عقلك ستكون في الطريق إلى الخطوة الأولى نحو النجاح وستجد أن كل شيء في جسدك يسعى نحو هدفك، لأن المحرك الأساسي للجسم هو العقل، هذا الدماغ.
أنت تعلم؟! إذا توقف القلب يمكن أن يعود إلى الحياة، أما إذا توقف الدماغ فلا سبيل للعودة إلى الحياة.
لذلك نحن مجرد أشباح.
تذكر أنك سعيد، وسوف ترى كيف يتحرك كل شيء من حولك ليجعلك سعيدا من وجهة نظرك الخاصة، تماما كما وضعتها في رأسك، حتى لو رأى الناس من حولك شيئا آخر، سيكون لديك لا شيء فيك سوى ما يدور في ذهنك.
جرب هذا، حاول أن تضع في اعتبارك أنك ناجح، وأنك سعيد، وأنك قوي، وأن لديك ملامح جميلة، نفسك وروحك، أن الله يحبك، أن الله يهتم بك.
إذا وضعت ذلك في الاعتبار، سترى أن كل شيء من حولك يقودك إلى هناك.
نحن من نشكل حياتنا وليس الظروف. نحن نجعلهم سعداء وناجحين ومتفائلين أو تعساء، فاشلين ويائسين.
والله العظيم، إذا وقفت أمام المرآة وظننت أنك جميلة، فسوف ترى الأنف الكبير واللون الشاحب والعيون المتعبة من علامات الجمال.
والله العظيم، إذا وضعت في اعتبارك أن الله يحبك، فسوف ترى الوظيفة التي استثنيت منها، والوظيفة التي رفضتك، والكلية التي لم تقبلك كفرص أعطاك الله إياها يفتح لك الباب. خير لك ويغلق عنك أبواب الشر . وبطبيعة الحال، لا شك أن هذه هي الحقيقة فعلا، ولكن لا بد من ترسيخها في العقل.
أنت مجرد عقل… أنت ما وضعته في عقلك… مجرد عقل.
ابقى آمنا
