بقلم: شهد كمال
لقد كتبت لنا مشهدًا بعنوان “محادثة في الماضي”.
“”محادثة في الماضي””
يحكى أن رجلاً عجوزاً كان يرعى الأغنام في الصحراء كان يخدش أغنامه بعصاه، وفجأة جاء رجل أشعث المظهر وملابس ممزقة يركض نحوه وهو على عجلة من أمره ويصرخ في وجهه قائلاً: «يا عبد الله انتظر، يا عبد الله، انتظر».
كان الراعي يشمئز منه ولم يعيره أي اهتمام، لكن الرجل لم يمل وكان يصرخ في وجهه باستمرار: “يا عبد الله انتظر يا عبد الله انتظر!”
سئم الراعي منه، ووقف على مسافة منه وقال بأنفه وكبريائه: ماذا تريد أيها الأحمق؟ لقد قضيت وقتك في ملاحقتي مثل الأحمق.”
ابتسم الرجل بمرارة ساخراً وقال: أنا لست سارقاً ولم أكن مهملاً يا عمي.
لقد كنت رجلاً يعطي الأوامر وينفذ قراراتي، ولكن الويل لكم إذن. فخيّم الصمت في كل مكان، وابتلع الرجل ما في بطنه وتابع: “لم أطلب الهداية، ولم أشتهي الشهرة قط، ولكن هكذا قادتني الأيام، وفي لحظة وجدت نفسي”. مثل هذا مرة أخرى. يشمئز من شكلي، لأن المظهر أصبح كل شيء يا عم، لكن على كل حال… حذرتك أن هناك ضباعاً في الجانب الآخر، فارجع يا عم… ربنا يحفظك.
شاهد: رواية رومانسية، أسياد
ابتلع الراعي بصعوبة وأضاف بخجل: “أنا آسف يا بني، وأشكر الله على ما فعلته. دعونا نجلس هنا ونتحدث.”
– جزاك الله خيراً… لكني لم أقل لك ما قلته لك حتى تأسف علي. ثم لتنتهي مقابلتنا حتى لا يكون هناك ضرر أو ضرر.
وأضاف الراعي بإلحاح: تفضل بالجلوس يا بني
ابتسم الرجل بسخرية وقال: “اللعنة على من يرفض أملك يا عم”، ثم تمدد على الأرض بجانب الراعي وأضاف بألم: “يا عم”.
وأضاف الراعي بلهفة: ماذا حدث لك يا بني؟
– كما قلت لك يا عمي، كنت سيد قومه، تابعاً للإسلام والمسلمين، ولكن ذات يوم مشؤوم طرق بابي أحدهم وكان هناك رجل من عائلة زوجتي المرحومة. فسلمت عليه، وأدخلته بيتي، وتقاسمت معه طعامي، وقربته من منزلي، وما وصفته بالخير إلا لأنه من قومهم. لقد كانت بمثابة الممحاة بالنسبة لي، تمحو أخطائي. _ بين الناس
لكنني فاتني شيئًا ولم أشك فيه. وفي أحد الأيام عندما أعطيته زمام الأمور ليجمعهما، داس عليّ وزرع لي الحقد والكراهية بين الناس، ولم أجد مكانًا يمنحني مساحة غير هذه الصحراء. هواؤها كالطير الذي يداعب الزرع بأغنيته، ودفئه بالنسبة لي كحضن الأم وحيواناتها. يوم واحد أكثر صدقا من الناس. الدنيا يا عمي كالدائرة، وعندما تضيق لا بد من أن تنفرج مع مرور الأيام.
فدمعت عينا الراعي وقال: بارك الله فيك يا ولدي
ربت الرجل على كتف الراعي وابتسم وهو ينظر إلى السماء..!