Uncategorized

تعرف على رواية حكاوينا بتتلاقى – .. 2025

قصصنا تتلاقى
صباح الخير
مثل بداية كل يوم.. أستيقظ وأصلي ركعتين في الصباح وأستعد وأذهب إلى الجامعة..
نزلت وكالعادة كانت هناك سيارة تنتظرني أنا وأصدقائي لتأخذنا إلى الجامعة كل يوم ومكاني معروف تحت مقاعد السيارة. لم يسبق لي أن جلست في مكان أحد ولم يجلس أحد في مكاني… في الواقع، أحب الجلوس بجانب النافذة… أحب مشاهدة الطريق وهو يمر تحت عجلات السيارة التي تمر من خلالها…

هناك شيء غريب جدًا في هذه المرة..
لا أحد يتحدث معي لا في البيت ولا في الجامعة.. لكني أحاول أن أتجاهل هذه المشكلة.. قررت أن أواجه أصدقائي اليوم وأتحدث معهم حتى يفهموا إذا تحرشت بهم لسبب ما بعد رحيلهم ..

لقد انتهينا من النصف الأول من محاضرات اليوم في الجامعة…
وسط حشد الطلاب الذين يسيرون… رأيت أننا في كل مرة نتناول الغداء بعد المحاضرات، يغيرون المكان الذي ذهبنا إليه…
جلسوا في الحديقة.. ذهبت وجلست بينهم..
ولم يصلي أحد تقريباً أو يلاحظ وجودي بينهم…

لكن كل كلامها كان عني… (وردة كانت تحب الجلوس هنا دائما… سنذهب إليها في يوم الإجازة… أكيد لازم نزورها…)
وقالت التالية بينهم، آية: «سنحضر لها الورود الزرقاء والبيضاء. كانت تحبها كثيراً…”
حسيتهم يمزحون ويمزحون لأنهم زعلانين مني… يمزحون فيهم لأنهم ما شافوني… رفعت صوتي وقلت
يا بنات أحضروا لي الكثير من الكباب وسأضحك..
كما أنهم ما زالوا مصممين على عدم رؤيتي …

انزعجت لأنهم استمروا في هذا المقلب المقزز…ووقفت وانتظرت أن يتصل بي أحدهم أو يأتي ليصالحني…
لكن للأسف مشيت لفترة وعندما تأكدت أن لا أحد ينتبه لمشي… نظرت إليهم من بعيد وأدركت أنهم يسيرون في الاتجاه المعاكس لي…
إلى أين تذهب؟ لن يكملوا المحاضرات
فكرت في الاتصال بأحدهم، لكن للأسف نسيت هاتفي الخلوي في المنزل…

لقد عدت إلى مبنى الكلية. عندي درس واليوم تقريبا عندي امتحان شفوي…
حضرت الاجتماع…وراجعت معظم الأمور التي شرحها لي الطبيب المسؤول…وجهني إلى رقم الامتحان لكن لاحظت أنه يعد الرقم دون أن يذكر اسمي…فقلت سألت أحد زملائي فقالوا لماذا لم يتصل بي…جاء دورها والدكتور سألها…

بقيت صامتاً أنتظر الطبيب حتى ينتهي من الفحص حتى أسأله إذا كان يحك رأسه…
دكتور… عفوا. الظاهر أنك نسيت مناداة اسمي أثناء الامتحان.. يا دكتور.. أغلق مكتبه وابتعد.. وتجاهلني تماما وكأنني واقف..

كمية الإهمال التي عانيت منها في يوم كامل…لقد كسرت قلبي…
وبينما كنت واقفاً، اتضح لي الأمر… أدركت أن باب دموعي كان مفتوحاً، وليس وكأنه مغلق منذ سنوات…

حسنًا، سأذهب للمنزل…

أمي أمي
لقد أتيت…آسفة، أعدي الغداء لأنني لم أتناول لقمة واحدة اليوم…

شاهد: رواية فتاة أبلق

وجدت الطعام جاهزا… وأخيرا سمع أحدهم ما قلته… جلست هناك في انتظار أن يأتي أمي وأبي لتناول الطعام…
اتصلت بك…
فتحت باب غرفتها…هذا يعني أنك لن تأكل معي…لقد ضربتني أو شيء من هذا القبيل…
لماذا تبكين يا أمي؟ لقد أزعجتها يا أبي.
ماذا تريد…
نظرت أمي إلى أبي.. وقالت لنا نقعد نأكل.. كنا ننتظر وردة في كل مرة حتى نأكل معا..

لقد غادروا ووقفت هناك معتقدًا أنني ارتكبت خطأً لأن الجميع كان يتجاهلني بهذه الطريقة…

ركضت وراهم… ماما يا حبيبتي زعلتك بأية طريقة… طيب لأني كنت أفكر في إجابتي… والله ما بعرف زعلك بأية طريقة.. .. حتى أصدقائي والسائق والطبيب.. لا أحد يكلمني أو يجيبني..
أبي والنبي، أخبريني أنك بخير، أخبريني عندما تجيبني أمي.
.
انتهى اليوم بانهياري… توجهت إلى باب غرفة نومي وحاولت أن أتذكر ما فعلته لأحدث هذا الفارق في العالم…
لماذا أغلقت باب الغرفة هكذا… أحضرت لي أمي مفتاح الغرفة هكذا… لم ترد بل وجدت المفتاح على الوسادة بجانبها…
فتحت الغرفة…
هذه الغرفة كأنها مهجورة منذ سنوات..
لماذا صوري المالية هكذا؟
..ماذا…ما هذا…لماذا تضع شريطا أسود على صوري…ماذا لو مت بسببك تفعل هذا…

رجعت لأمي لقيتها هي وبابا لابسين وشكلهم نازلين…

ورغم أنهم تجاهلوني وتظاهروا بعدم رؤيتي، إلا أنني اختبأت حتى نزلوا وطاردتهم…
ركبت معهم العربية ومازالوا يتصرفون كأنهم لم يروني…
أهلا، نعم وصلت هناك… نعم، أنا وأبو وردة قادمون قريبا… نعم، نعم، جبنا كل ما اتفقنا عليه… لا، لا، لم ننسى أي شيء…
أمي تتحدث مع صديقتي آية…
حسنًا، أرى…يبدو أنهم يفعلون ذلك لأنهم بالتأكيد سيحضرون عريسًا كالعادة وأريد رؤيته…في الحقيقة أنا دائمًا أرفضهم قبل أن أراهم…

ضحكت… نعم يا أمي هل تقبلين الزواج بي؟ بالتوفيق لكم جميعاً… سأتي معكم وأراه… ارتاحت جداً عندما شعرت أنني عرفت السبب… لكن هذا الأمر كان يستحق كل هذا الإهمال والألم… هيا الأكثر المهم أن قلبي هادئ..
وصلنا بس يا له من مكان غريب… جبتلي القبور. هل أرى العريس هنا أو شيء من هذا القبيل…أضحك لأنه لا يوجد الكثير من القبور هنا…أنت أيضا هادئ تتجاهلني…
دخلنا…
ماذا… هل رأيت ماذا فعل بي أمي وأبي، هههه…
لماذا كل البنات هنا… لماذا تبكين… من مات يا بنتي… يا رب احفظنا… قبر من تجلس أمامه… فتوسع؟

( ) وقعت عيني على اسم القبر فوجدت
“”وردة حسن أحمد عبد المطلب””
يعني لماذا كتبت اسمي هنا؟
أنا أموت أنا هنا بينكم… لماذا لا تجيبون؟… أمي يا حبيبتي أنا هنا… لا تشعرين بي… يا أبي تراني صحيح… أنت في عيني، لذا أخبر أمي… أصدقائي يعرفون أنني مازلت على قيد الحياة…
سمعت أمي… بعد تنهدات كثيرة… وضعت يدها على باب القبر وبصوت هادئ… فعلتي ذلك يا وردة… كلنا يا حبيبتي أحببناك. لم ننساك يوما… ولم نتجاهلك. لقد انشغلنا عن أغلى ما في حياتنا، أنت يا روح قلبي. ..سهل عليك تتركيني وحدي… طب لما أبوك يزعل مني…أنام دلوقتي في حضنه…ليه أنت كده يا وردة سيبيني لوحدي…

لقد فهمت كل شيء الآن..
في الواقع أنا ميت منذ 7 سنوات… لكن بعد الموت تمنيت أن ينتبهوا لي ويشعروا بوجودي… وفعلاً حدث ذلك… لقد شعروا بكل من حولي.
…ولقد وجدت حضورا بينهم في مكاني…أنا وردة حسن أحمد عبد المطلب…أو المرحوم…

هذه المرة ذهبوا جميعاً…ولكنني لم أذهب معهم…بقيت في مكاني الحقيقي الأخير…في قبري…وأتطلع إلى زيارتهم لي كل جمعة من الأسبوع.. أرجو زيارتي أيضا…
ولا تدع أيًا منكم يشعر بالوحدة… فهذا ليس مجرد مرض عقلي… هذا هو الأمر
مرض ليس أقل من السرطان.. يأكل القلب في كل ثانية.. وحين تترك صديقها ذات يوم تأخذ روحه معها.. فلا تبقى سوى جسد راحل. هو قادم بينكم… ادخلوا في مزاحكم وأحضروا معكم الشخص الذي يجلس لوحده… هو نفسه سيكون بينكم لكنه يخاف أن يهجم عليكم…

نعم تحدث مع أولئك الذين ظلوا صامتين طوال هذا الوقت … بل يجب عليهم النهوض من مكانهم … ولا تنسوا بعضكم البعض بعد الموت … نفضل أن نأتي إليك ونلتقي بك في أماكننا المفضلة في أيام كنا بينكم… مازلنا نضحك عليكم وتمزحون… ما زلنا بينكم… لكننا وحدنا من نشوفكم… تذكرونا ولا تنسونا.. .كما نسيتم وجودنا ونحن نعيش بينكم..فليطول عليكم العمر وغير مؤلم.

السابق
تعرف على غرف نوم أطفال مودرن جميلة 2025
التالي
تعرف على افضل فرص عمل في دبي للبنات 2025

اترك تعليقاً