القصة الدرامية الواقعية “سخافات المجتمع”
بقلم: سما ثابت
ويُسمع صوت تحطم الزجاج في غرفة هدى
– ما بك، لماذا أنت عاطفية جدا؟
_لا شيء أنا بخير
-أنا أخوك، أريد أن أعرف ما الذي يحدث لك
_وأنصحك ألا تعلم
– نعم ستخبرني
_والآن أود أن أطرح عليك سؤالاً، ليس لك فقط بل للمجتمع بأكمله: ما هو في نظرك مفهوم المرض أو التعب؟!!
«كل الإجابات تقليدية ولا مفر منها، بين الجلوس في السرير وتناول الدواء والذهاب إلى المستشفى، لكن لا أحد يسأل لماذا هذا السؤال؟».
_أريد أن أجيبك: الجميع يعلم أن المرض أو التعب يعني أنك في السرير، أو طبيب يعالجك، أو أنك تخضع لعملية جراحية أو تدخل المستشفى، ولكن هذا هو الشيء الوحيد الذي يعني المرض أو التوتر!؟
لا أحد يعرف شيئاً عن التعب النفسي، وأنا أقول التعب وليس المرض النفسي. أنا لست طبيباً يتحدث عن الأمراض النفسية، بل أنا إنسان. أستطيع أن أتحدث عن التعب النفسي. هل هذا مجنون أم ماذا؟!
كل الناس، دون تمييز، يعانون ويعانون من التعب والضغوط النفسية. هل هذا يعني أنني أصرخ، أو أقطع شرايين يدي، أو أعبس طوال الوقت، أو حتى أبكي؟ لا، كل هذه المفاهيم خاطئة.
شاهد: تحميل رواية أرض زيكولا
هل يجب أن أجلس في السرير محاطاً بالمخدرات والمخدرات والحلول حتى يقدرني الناس ولا يسببون لي المزيد من الألم؟
لماذا لا تلاحظون، الشاب الهادئ الذي أصبح متمرداً، الفتاة التي لا تتوقف عن الضحك حتى وهي تبكي، الطفلة التي تأكل في أي وقت دون أن تجوع، الفتاة التي تبقى في غرفتها ولا تفعل ذلك. ولا تتركها إلا للذهاب إلى المدرسة في الصباح، وأم ثرثارة لا تتوقف عن الكلام.
شخص لا يأكل إلا ما يبقيه على قيد الحياة، شخص يعبس كثيرا ويتكلم قليلا، شخص متعصب للغاية وعنيد دائما، شخص لا يريد العودة إلى المنزل رغم إرهاقه، شخص انطوائي… يكره التعامل مع الناس.
ألا تعتقد أن الجميع متعب؟؟! مثل شخص في المستشفى أو يزور الطبيب بشكل متكرر؟
إنهم يعانون من ألم متزايد وأسوأ لكنهم لا يتحدثون، لذا تعتقد أنهم بخير، لذا يجب الضغط عليهم وليس لديهم أي أعذار
هذا هو مجتمعنا وهذه حياتنا وبؤس هذه الحياة التي لا ترى إلا ما يظهر وتبتعد عما يحتويه الإنسان.
_أعرف الآن ما بي
“ربما ينتبه شخص ما لهذه الأشياء الصغيرة التي تتحدث عن الكثير. ربما في يوم من الأيام سيهتم شخص ما.”