ضجيج الحروف كتبها خواطر أسماء حمدالله، كتاب ضجيج الحروف، تلك الكلمة التي عند ذكرها بعثرت كل شيء بداخلي، فكرت كثيراً كيف أريد أن تكون حياتي؟ وكيف هي حالها الآن! اعتقدت أن هناك حياة ستكون مصحوبة دائمًا بكلمة السعادة.
لكن الأمر لم يحدث كما اعتقدت، بل على العكس تماما الحزن والمأساة لا يمكن وصفه، لا يمكن سرد الأحداث التي تمر به، خيبة الأمل التي سببتها لي لا تعد ولا تحصى. لكنني سأخبرك سراً: لقد أقسمت على تغييرهما وأن أسعى بكل قوتي لضمان أن ترتبط كلمة الحياة والسعادة ببعضهما إلى الأبد.
كتاب أصوات الحروف
محتوي المقالة
أشعر أن حياتي تغرق أكثر فأكثر في الظلام، روحي تتمزق بهدوء وكأنها تستمتع بصوت صرخاتي، نبض قلبي لا يزال مستمرًا ولا يتوقف أبدًا، عيناي مغمضتان من كثرة الدموع. جفت البكاء.
تمزقت أحبالي الصوتية من صراخي المستمر، وتشقق صدري إلى قطع مثل الخنجر، وفي النهاية لم يكن هناك من يساعدني.
سمعت أنك صديق القمر وأنه ساعدك في أشياء كثيرة حتى تغلبت عليها كلها، أليس كذلك؟
نعم هذا صحيح، ولكن لماذا قلت ذلك؟
هل لديك أي مشاكل تريد مني حلها؟
نعم هذا كل شيء، الرجاء مساعدتي.
حسنًا يا عزيزتي، أخبريني بمشاكلك وسأبذل قصارى جهدي لحلها لك. هيا قل لي.
جزء من كتاب رسائل الضوضاء
حسنا، أنا أقول لك أن مشاكلي تتمحور حول شخصيتي. أنا شخص بسيط جداً. أحب الحياة، أحب الجميع، لا أكره أحداً، أثق بالجميع بسهولة.
لكن للأسف هذه الحياة لا تعطيني كامل حقوقي وهؤلاء الأشخاص الذين أعبر لهم عن ثقتي وحبي؛ لقد جعلوا من تلك الثقة جسراً للعبور وللأسف فهم يدمرونني. هنا مشكلتي. من فضلك قل لي الحل. روحي تحترق بسبب ذلك.
حسنًا يا عزيزتي، أنا أفهم أن هذه المشكلة كانت سببًا في انتهاء حياة العديد من الأشخاص، لكن هل تعرف السبب؟
لأنهم ضعفاء يا حبيبتي، لم يقاتلوا من أجل البقاء.
لذا كن قوياً، كن ثابتاً، لا تدع هذه الحياة تتلاعب بك مثل العلكة، فقط حاربها بكل قوتك وسوف تنجح، أنا متأكد.
أما الأصدقاء الذين خانوا ثقتك، فإليك الدرس المستفاد يا عزيزي: لا تثق بأحد، فقط كن لنفسك كل شيء ولا تخدع أحداً.
صوت الحروف
أجلس في غرفتي بجانب نافذتي وأفكر في الأحداث التي مررت بها في حياتي، كم كنت غبية وسخيفة، كم أحببتها، يا إلهي. لقد كنت صديقهم بكل معنى الكلمة، وللأسف لم يكونوا مثلي، بل كانوا منافقين وخبيثين.
لقد تمكنوا من إخفاء حقيقتهم تحت ستار صداقتهم معي. وبعد ذلك نذرت أن أغلق أبواب قلبي إلى الأبد، لأن ما حدث لي لم يكن في أعين إخوتي. أفضّل أن أعيش وحدي ومنعزلاً وأبتعد عن هذا العالم المليء بالمحتالين. وهذا أفضل لي ولدي ما يكفي.
إنه الحب الذي يقتل
لعنة الله على من قال أن هناك أنواع من الحب تقتل وأنواع من الحب لا تقتل. قتل كل أنواع الحب. بل إنه يحرق النفس، ويحولها إلى رماد، ويمزق ويعذب ذلك القلب الأحمق الذي كان يحتويها. وينسى أن هذا القلب هو حمايته وملجأه الوحيد. أنت تعلم أن المحبة تعني قبول العيش في الجحيم. نعم يا حبيبتي الحب مثل لهيب نار يحرق ذلك الحبيب الأحمق ويدمره.
عن رسائل الضجيج
وفي السطور التالية نوضح بعضاً من ضوضاء الحروف:
العائلة: تلك الكلمة التي تجعلنا نرتعد عند ذكرها. عندما نتخيل أننا لا عائلة ولا مأوى، دون حنان أمهاتنا ورعاية آبائنا لنا، كثيرا ما نفكر ماذا سيحدث لو كنا هكذا؟ ! أقول لك: الحياة ستجعل أجسادنا طعاماً لذئابها البرية الجائعة. ستحول حياتنا اليومية إلى لوحة فنية نرسم عليها أبشع وأسوأ أنواع الحزن وخيبة الأمل. لقد كانت ستبقينا كفئران تجارب بسبب أساليب التعذيب التي كانت تبتكرها كل يوم. حقاً يا أعزائي، الحياة بدون عائلة هي جحيم أو أسوأ. الله يحفظ لنا عائلتنا .
رغم هدوئي ورباطة جأشي؛ لكن في رأسي عالماً لا يعرف الحدود، يشبه الفضاء في غموضه واتساعه، ذلك هو العالم الذي أجد نفسي فيه. هو ملجأي الوحيد رغم كل ما يحيط بي، عالم تتزاحم فيه أفكاري المتمردة وتطفو فيه أحلامي إلى آفاق بلا حدود. دون أن يعترضني أحد أو يوقفني، عالم أجد فيه حريتي، أعيش فيه كما أريد دون أن يقيدني أحد، عالم لي وليس لأحد آخر.
