لعبة الموت
بقلم: أميرة حسن
عن قصة “لعبة الموت”
إنها ليست قصة واقعية، بل هي مستوحاة من خيال المؤلف، وهذا لا يضره إطلاقاً أو يقلل من إبداعه. أكثر من تسعين بالمائة مما يُقرأ اليوم هو محض خيال. الكاتب والمؤلف الجيد هو الشخص المناسب، من يستطيع أن يخلق بيئة للقارئ أكثر راحة من الحياة الحقيقية؟
لدينا جميعًا هموم دنيوية تثقل كاهلنا ونبحث دائمًا عن شيء يريحنا. يلجأ البعض إلى الألعاب الإلكترونية والبعض الآخر إلى الرياضة، أما نحن فنلجأ إلى الكتب. لذلك، يجب على الكاتب أن يخلق عالما يحررنا فيه، ولو لفترة قصيرة، من أفكار رؤوسنا. نقدم لكم اليوم القصة المخيفة “لعبة الموت” لأميرة حسن
لعبة الموت
في إحدى الليالي العاصفة، انتظرت امرأة في منزل كبير. يبدو أنه مكان قديم، ولكن بعض الإصلاحات جعلته أجمل.
سحر: لماذا لم يأتوا بعد؟
ثم طرق الباب ففتح لها. كان هناك رجل وفتاة وطفل صغير لا يتجاوز عمره الثانية عشرة من عمره.
رفيف: أولا أعتذر عن التأخير.
سحر: لا يهم.
كريم: المنزل جميل وقريب من عملي الجديد.
سحر: بالطبع لها أسلوب خاص وغني. دعنا نذهب ونظهر لك.
لقد ذهبوا لتفقد المنزل، لكن رايان لم يذهب خلفهم. كان هناك باب في الطابق السفلي. عندما نظر إليه، فتح ببطء وسمع ضجيجًا. اقترب منها ببطء وبحذر شديد. فأمسك بالمقبس ودخل، فإذا بالجدار مغطى بقطعة قماش. نزع القماش فوجد مرآة كبيرة في وسط الغرفة وخزانة صغيرة بجانبها. بجنون أغلق الباب وفتح الباب بالقوة وارتعش خوفا، وفي اللحظة التي أغلق فيها الباب انفتح الباب الآخر للغرفة، وكان هؤلاء والديه.
رفيف: بتحب البيت يا ريان؟
كريم: لقد عجبني المنزل حقًا وهو يحبه أيضًا، أليس كذلك يا ريان؟
ريان: نعم.
سحر: طب… نوقع العقد ولا لا؟
رفيف: أحب ذلك كثيراً.
كريم : حسنا .
تم بيع المنزل لعائلة كريم.
في اليوم التالي.
تم نقل متعلقاتهم إلى المنزل وقام رفيف وكريم بترتيب كل شيء.
ريان: أمي، هل سألعب في الخارج؟
رفيف: بس لا تترددي ولا تغادري… هذا المكان جديد ولا نعرفه.
ريان : حسنا يا أمي .
خرج ريان وبينما كان يلعب وجد مجموعة من الأطفال فسار نحوهم.
ريان: كيف حالك؟ أنا جارك الجديد!
إيمان:الحمد لله أنا إيمان.
خالد : انا خالد .
لميس : لميس
ريان : هل يمكنني اللعب معك ؟
خالد: نعم
لعب ريان معهم وعندما انتهى عاد إلى المنزل ووجد رفيف تحضر العشاء.
رفيف: اذهب للاستحمام.
ذهب ريان إلى المرحاض وبينما كان يغسل وجهه سمع صوت طفلة صغيرة تضحك عليه. نظر حوله ولم يجد شيئاً، فواصل فعل ما كان يفعله، ثم خرج وتناول العشاء وذهب إلى غرفته.
سمع كل من كريم ورفيف صراخ ريان وذهبا بسرعة إلى غرفته حيث كان ريان يجلس القرفصاء في إحدى الزوايا وينظر في المرآة!
ركضت رفيف واحتضنته ووجدته يرتجف من الخوف ويبكي كثيراً.
كريم: ماذا حدث؟
ريان: شيء ما سحبني من السرير حتى سقطت فرأيت طفلة صغيرة تحمل دمية صغيرة لكن مخيفة.
رفيف: هذا ليس سوى كابوس!
شاهد: قصة لن تراها
حمله كريم ووضعه على السرير وجلسوا بجانبه حتى نام… ثم عادوا إلى غرفتهم.
في الصباح استيقظ كريم وذهب لعمله واستعدت رفيف هي الأخرى للذهاب للعمل وأخذها ريان إلى المدرسة. مر الوقت قبل أن يعود ريان من المدرسة. ولم يجد أحداً في المنزل. ذهب ليغير ملابسه ثم جلس أمام التلفاز. سمع صوتًا، فذهب إلى الخزانة ووجدها مفتوحة. بعض الدمى القديمة والمتهالكة. أغلقها وخرج ليلعب مع أصدقائه الجدد.
خالد: سمعت بالأمس عن لعبة خطيرة جدًا وتتطلب قلوبًا قوية لأنك تجلب معك روحًا شريرة.
لميس: مفيش حاجة كده!
ريان: نعم، هذا هراء
إيمان: إذن فلنفعل ذلك.
تم الاتفاق على أن يجتمعوا في منزل رايان في الساعة الثامنة مساء ذلك اليوم.
وفي الساعة الثامنة اجتمعوا في غرفة مجاورة للدرج حيث كانت المرآة.
ريان: ماذا نفعل الآن؟
خالد: يقال أن هناك شخص دعاها إليه، لكنها انتهت بقتله لأنه كان يستغلها في أشياء شريرة، ومن وقتها بدأت تعذبه وأصبحت من أشرس المخلوقات!
إيمان: ما هي الخطوات؟
لميس: سمعت هذه القصة من قبل وحصلت في هذا المنزل أيضًا.
ريان: هنا؟؟
لميس: نعم.
خالد: هذا يجعل الأمر أكثر إثارة للاهتمام. نحضر شمعة ونضعها على شكل نجمة ونجلس حولها، ولكن كل هذا يحدث أمام المرأة ثم ننادي باسمها.
ايمان: طيب.
فعلوا كما طلب خالد، وجلسوا بجانب بعضهم البعض والشموع أمامهم ويقولون بصوت واحد.
ملكة الجان والعالم الآخر، ملكة مخشخشتار، تكشف عن نفسك!
وبعد عدة محاولات لم يحدث شيء.
رايان: يبدو أنها أسطورة قديمة، لعبة فاشلة.
إيمان في يأس: نعم، سأعود إلى المنزل.
لميس : انا
عاد الثلاثة إلى منازلهم، لكن ما حدث لهم أخافهم.
في منزل ايمان
كانت نائمة في غرفتها، لكنها سمعت صوت تحطم الزجاج من الخارج. لذلك نهضت ببطء وبطء وتتبعت مصدر الضجيج. صرخت بصوت عالٍ لأنها رأت امرأة تحاول كسر زجاج المرآة، وعندما خرجت كانت تبدو قبيحة للغاية. وعندما صرخت، جاء والداها لمعرفة سبب صراخها.
الأب: ماذا حدث؟
خافت إيمان وأخبرتهم بما رأت!
الأم: هذا يبدو وكأنه كابوس. اذهب إلى الفراش
ايمان: طيب.
ذهبت إلى غرفتها وكانت هناك مرآة، فغطتها ونامت.
في منزل ريان
لم يستطع النوم، وفجأة رآها تنادي عليه في زاوية غرفته، فوضع يده على أذنيه لكتم صوتها… لكن فجأة أحكم أحدهم قبضته حول جسده من الخلف وسحبه. أوقعه أرضًا، فصرخ ريان بصوت عالٍ من الألم والخوف، وقبل أن يدخل الغرفة رفعه والده من الأرض وقام بتهدئته.
في منزل خالد
جلس القرفصاء وبكى بشدة، لكنه أبقى صوته منخفضا. سقط شعره بجانبه كما لو كان هناك من يقصه له. لم يتحمل الأمر وركض بسرعة إلى منزل لميس لأنه قريب منه.
طرق خالد الباب ففتحه والد لميس وأدخله. وظل يسأله عدة أسئلة لأنه كان يشعر بالسوء وجاءت لميس وأخذته ودخلت غرفتها.
لميس : ماذا حدث ؟
أخبرها خالد بما حدث، وأثناء حديثه سمعت لميس والدها يطلب منها الحضور.
لميس : إنتظري لحظة .
خالد: طيب.
خرجت لميس لتتحدث مع والدها، فرأت خالد يقترب تدريجيا من المرآة. ورغم أنه لم يكن يعلم ذلك، إلا أنه سقط على الأرض ويداه بجانبه وارتفع جسده بقوة عن الأرض وكأن أحدا يخنقه. ثم انفصل رأسه عن سائر جسده وتناثر الدم على المرأة، وهنا ظهر وجهه كأبشع امرأة. جمجمتها ظاهرة، وعينيها ليست مجوفتين، وشعرها مجعد، ولها أصابع كثيرة، وتضحك بشكل إنساني.
وعادت لميس إلى غرفتها لتجد هذا المشهد. صرخت بصوت عالٍ وسقطت فاقدة الوعي. ركض والدها ليرى ما حدث واتصل بالشرطة. تحركت لكنها لم تجد دليلاً واحداً يحدد سبب قتله بهذه الطريقة!
في اليوم التالي اجتمع الأصدقاء الثلاثة معًا
ريان: ماذا يجب أن نفعل؟ هل ستقتلنا جميعاً؟
إيمان: نتواصل معها مرة أخرى لنعرف ماذا تريد؟!
لميس: لكنها لم تأتي عندما لعبنا.. لماذا تريدينا الآن؟
إيمان: لا نعرف!
ريان: هيا نلعبها مرة أخرى…ولكن هذه المرة سنأخذ شيئًا ونسألها عما تريد!
لميس: ما هذا؟
ريان: لا أعلم، ورقتين ملونتين وقلم ونكتب نعم ولا.
إيمان:هذا هو الشمع الذي أحضرته معي.
جلس الثلاثة في نفس الغرفة أمام المرآة.. وقالوا ما يجب أن يقال.
إيمان: أعتقد أنها هنا؟
ريان: سنحاول… ملكة، هل أنتِ هنا؟
لم يحدث شيء، لكن بعد ثوانٍ قليلة تحول القلم إلى كلمة “نعم”. لقد كانوا خائفين، ولكن ماذا عليهم أن يفعلوا؟ وكان هذا هو الحل الوحيد. نظروا إلى بعضهم البعض.
إيمان: هل فعلنا لك شيئا لتقتلي صديقنا خالد؟
ذهب القلم إلى “نعم”… ثم كان هناك صرخة عالية مثل عواء الذئب ولكن أقوى وفيها صوت الألم وصوت تعذيب… ثم ساد الصمت وقلوب هؤلاء الثلاثة ارتجفت من الخوف والرعب.
لميس بخوف شديد: هتقتليني؟
لم يحدث شيء
ريان: هل سنقتل؟
لم يحدث شيء… ضجيج كبير، ثم وجدوها أمامهم. أخذت لميس وأحضرتها إلى المرآة ولم يستطع ريان أو إيمان فعل أي شيء سوى الصراخ ولكن لم يكن هناك رد. أغلق الباب بالقوة، فلم تتمكن إيمان من فتحه… الغرفة أصبحت أكثر سخونة وكأنها مشتعلة، وشاهدوا لميس تختفي وسط الدخان. دخلت المرآة وسط صراخها وخوفها، وفي تلك اللحظة رأت إيمان أن ريان يضرب رأسه على المرآة، فأراد أن يكسرها ويقول كلام غير مفهوم.
صرخت إيمان: ريان، ماذا تفعل؟
ريان: كان رأسه ينزف وعيناه حمراء كالدم: كان يجب أن أفعل ذلك منذ البداية. ثم قفز بسرعة كبيرة وأمسك بالسيف الذي كان معلقًا على الحائط وقطع إيمان إلى أشلاء. ركض بسرعة ليفتحه، وعندما فتح الباب ورأى والديه يحاولان فتح الباب، اندفع نحوهما ليبعد عين والده عن مكانهما. ثم طعنه عدة مرات
نظرت إليها سحر وهي تبكي بصوت عالٍ وتصرخ وتتراجع واقترب منها ريان وعلى وجهه ابتسامة فظيعة وشريرة. وأثناء تراجعها سقطت على الأرض، وهنا هجم عليها وقطع رقبتها بأسنانه. فقام والجزء الذي قطعه في فمه، ثم جاء بقطعة زجاج فأخرج قلبها و… ثم عاد إلى الغرفة وهو يضحك بصوت عالٍ، واختلط صوته بصوت امرأة، وعاد ببطء حتى وصل إلى المرأة ونظر إليها. لقد وجد صورة الملكة وليس صورة ريان وهنا اشتعلت النيران في المنزل بأكمله.