بداية ونهاية الوطن
بقلم : سحر محمد
حسناً يا أمي لماذا تبتسمين في القبور؟
إبتسم لإبني الشهيد .
ابني الذي ضاع في هذا الوطن
هل تعلم؟
أنا سعيد، لن أبكي وأحزن
أنا أم أضعفها وجع أم فقدت فلذة كبدها
لكن… يا بني أنا شهيد
لقد مات ابني وهو يبتسم
لقد مات سعيدا…
كل هذا وأنا أبكي؟
كيف؟
كيف أبكي وابني في الجنة؟
كيف يمكنني البكاء عندما يكون ابني قد ادخر الكثير؟
هل تعلم؟.
يخبرني أصدقاء ابني دائمًا عن بطولته
عن قوته في مواجهة العدو… عن صموده عند الشدائد
دفاعاً عن وطنه..
ثم
أنا أبتسم..
أبتسم بفخر..
أبتسم من كل قلبي وأبكي، لكنها دموع الفرح!
دموع الفرح لابني…
ابني الذي مات
ولكن… بقيت سيرته!
ابني لم يمت
ابني يعيش في قلوبنا
ابني هناك مع ذكرياته
ابني قدوة لشبابه
لن يكون ابني أغلى من تراب هذا الوطن!
كلنا لك يا وطني..
في الطرف الآخر من الحياة
هل تبكي أيها العجوز؟؟
يا ولدي أبكي، أبكي على حالي وعلى قسوة أطفالي تجاهي. هل تعلم أنني مقيد؟ أنا آكل وأشرب وأنام، وهناك الكثير مثلي هنا. لقد تركنا جميع أطفالنا. لقد أصبحنا عبئا ثقيلا عليهم. لقد وضعونا في دار رعاية المسنين. أنظر إلى نفسي وأشعر بالحزن. لقد كبرت ولم يعد لي أي قيمة. لم أتخيل أن يكون أطفالي بشرًا. قلبي هو أنك تركتني وحيدًا وأخبرتني أنه سيأتي لزيارتي. اين هم؟! قل لي أين هم. ولم أراها ولم أسمع صوتها. لقد اشتقت لها حقا. لقد اشتقت لها حقا. ومهما فعلوا فسيظلون أطفالي..
حقا هذه المرة الأمر غريب. ماتت المشاعر . أين الرحمة يا ناس؟
الابن يترك والديه. كيف يمكننا أن نكون جاحدين إلى هذا الحد؟ شخص آخر لا يحظى ببركتك وأنت ترفضه بمحض إرادتك. لكن لا تنس أنه إذا فات الأوان، فلن يفيدك الندم. آمل أن يضيئ كل ابن وابنة أعينهم ويجلبوا التعاطف إلى قلوبهم من أجل أعظم اثنين في العالم، والديهم.