قصة “التعلق مرض قاتل”
بقلم: مريم محمد
التعلق مرض قاتل
“التعلق” مرض قاتل. عندما يهاجم أحدنا، فإنه يتركنا عاجزين. قد يبدو الأمر غريبًا ومحبطًا بعض الشيء. فقدان متعة الحياة لمجرد فقدان شخص ما، ولو للحظة واحدة. إن الحياة بدون شخص ما تبدو بلا معنى. أن تكون أفكارك مشغولة دائمًا. عقد كتاب في يدك. أن تقرأ كلامك ولا تدركه، أن تنتظر حدوث شيء ما، أن تتلقى رسالة، مكالمة، حرب مريرة تخوضها داخل نفسك لتقنع أنك في قلب ذلك الشخص الذي تعلق قلبك به، أمر مهم، وربما لا تكون كذلك في أغلب الأحيان. يبدو الأمر مرهقًا ومتعبًا للحكم عليه. فالحياة إذن هي هذه اللعنة التي يمكن لجرائها أن تعيش حياة دائمة من العصيان
انسَ ما هي الحياة الاجتماعية الطبيعية، واعزل نفسك عن كل الناس وانظر بعيدًا عن كل الكائنات الحية. أن تكون وحيداً لأنك ترى الشخص كأنه أي شخص! إنه مثل أن تولد في مكان لم تفهم فيه أبدًا أهمية التواصل. وهذا الأمر فاسد جداً ومرهق لنفوسنا. سأضحي بكل ما أملك تقريبًا لأكتشف ما هو شكل هذا الحب المزعوم. وأين نشأت؟ كيف حدث كل هذه المواد الصلبة التي تدمر مناعتنا الداخلية؟ كيف نشغل أنفسنا بالكثير من الآليات العنيفة والمتعبة؟ وكيف ينشر الدمار في حياتنا؟ وكيف ينتشر ويخلق فينا عجزًا دائمًا تجاه شخص ما؟
شاهد: اقرأ رواية ميرال
أنا أكره الخسارة وأكره أيضًا التعلق بالناس. لم يسبق لي أن واجهت مرضًا مميتًا مثل التعلق في حياتي. واعلم أن هذا التعلق الأحمق مرض، والشغف اللامحدود بالأماكن والأشخاص لا يستحق المدح. أعلم أن شغفي ورغبتي الشديدة في التمسك بمن أحب دائمًا لا فائدة منه. أعلم أن عودتي. الحياة الآخرة بالنسبة لهم هي بمثابة ترميم مدينة بعد أن مزقها زلزال مدوٍ، لكنني كنت كذلك عندما أحببت، اندمجت مع حبي وأذابت الجليد، وأعطيت قلبي بكل مشاعري وأدفع كل شيء إلى الهاوية. هاوية.
أعترف أن مشاعري تدفعني إلى الأرض. عندما أقدس نفسًا، أصير لها كظلها. يأخذ القلب بعضًا مني ليعطي نفسي لمن يحب، فيذهب إليه شيء من روحي ولا يعود. هذا الزخم الذي يجتاحني يدمرني، يقتلعني، يحولني إلى أشلاء تلتصق بجدران القلوب وترمى في حافة الأماكن فتتحطم. وبمرور الوقت أصبح من المستحيل استعادة نفسي واستعادة أجزائي. كنت أبحث دائمًا عن شخص يعاملني كطفل صغير. أردت قلبًا… لا يتعب أبدًا من السؤال عن قلبي كل يوم، قلبًا يهتم بكل شخص في الحياة… يتكون من أن أكون بخير! .
الآن أيقنت أن هذا الإله لا يخلق السعادة ولا يترك مني شيئًا أتكئ عليه وأستمر عندما أسقط. إن فقدان الأماكن والقلوب هذا يمثل إلهاء بالنسبة لي وضعفًا لا يمكن للحياة أن تتجاهله. الأجزاء القليلة مني التي أحتفظ بها لنفسي لأنها أفضل، وأكثر ولاءً، وهي التي تبقى، وهي التي ستقبلني بكل قوتها. الوقت كما أنا وهكذا سوف تسأل نفسك من وقت لآخر: من أحبني كما أنا؟ من الذي لم يغيرني أو يحاول أن يغيرني؟ من فهمني حقًا؟ ستجد أن الإجابة على كل هذه الأسئلة هي: لا أحد.