إن انتشار الإسلام في ألمانيا والأحداث التي يعيشها المسلمون في مختلف دول العالم قد تثير اليأس والإحباط لدى البعض منا، حيث يتم التخطيط لعدد كبير من الهجمات ضد المسلمين هنا وهناك.
ولكن نظراً لارتفاع مستوى الاضطهاد والانتهاكات التي يواجهها المسلمون وكثرة الأكاذيب والافتراءات المنتشرة حول الإسلام، فإن هذا الوضع سرعان ما يختفي عندما نعرف مدى الطلب على الإسلام في الدول الغربية.
انتشار الإسلام في ألمانيا والدول الغربية
فإذا علمنا أن انتشار الإسلام في ألمانيا والدول الغربية يزيد من رغبة الأوروبيين والغربيين عامة في معرفة هذا الدين ومعرفة حقيقة ما يدور حوله، فيزداد الطلب والرغبة في الانضمام إلى هذا الدين. وسيزداد الدين الحق الكريم.
ومن يتابع المشهد الإسلامي الحالي في أوروبا بشكل عام وفي ألمانيا بشكل خاص سيلاحظ انتشار الإسلام بشكل واسع في المجتمع وكثرة مشاريع بناء المساجد أو تحويل الكنائس إلى مساجد، خاصة في الولايات الفيدرالية الشمالية والغربية من ألمانيا. حيث يتركز المسلمون.
بالإضافة إلى ذلك، هناك انتشار الجوانب الإسلامية في المجتمع بشكل عام: مثل الحجاب، وكثرة المنتجات الإسلامية، ومحلات اللحوم الحلال، وكثرة البنوك الإسلامية لأول مرة في تاريخ ألمانيا، ورافق ذلك ظهور قوانين جديدة لصالح المسلمين.
كل هذا رغم الحملات الإعلامية القوية لتشويه الدين الإسلامي، ورغم كثرة المؤسسات التي تحارب الإسلام، ورغم صعود أحزاب اليمين المتطرف المناهضة للإسلام إلى السلطة، سواء على مستوى الانتخابات الداخلية في الولايات أو على مستوى الولايات. المستوى الوطني.
السرية الشديدة حول انتشار الإسلام في ألمانيا
ورغم السرية التامة التي أحاطت بالعدد الفعلي للمسلمين بشكل عام وعدد الألمان الذين اعتنقوا الإسلام في السنوات الأخيرة، خوفا من أن يتم استخدام ذلك للترهيب من انتشار الإسلام، وهو ما يسمونه بظاهرة الإسلاموفوبيا، إلا أن هذه الظاهرة انتقاد الإسلام أو ظاهرة معاداة الإسلام.
وكما تظهر آخر الإحصائيات الرسمية الألمانية، فإن عدد الألمان الذين اعتنقوا الإسلام في العامين الأخيرين يقدر بنحو 20 ألف شخص، وهو نفس العدد بالضبط في النمسا وسويسرا.
وتشير مصادر أخرى إلى أن عددهم أكبر من ذلك بكثير، حيث يصل إلى 40 ألف شخص. وكل هذا ليس مستغربا، إذ لا يمر أسبوع دون أن نعلم أن رجلا أو امرأة أسلم في أحد المراكز الإسلامية بالمنطقة.
أسباب انتشار الإسلام في ألمانيا
انتشار الإسلام في ألمانيا. هناك ثلاثة أسباب رئيسية لانتشار الإسلام في ألمانيا:
السبب الأول: ولعل من أهم سمات هذا الدين ومن أهم أسرار جاذبيته هو عالميته، أي أنه دين نزل على العالم أجمع وليس على بلد معين ولا على وجه الخصوص. لشعب معين في وقت معين قال الله تعالى في وصفه وتأكيده لشمولية الرسالة المحمدية في القرآن الكريم:
{وما أرسلناك إلا بشيرا ونذيرا للناس ولكن أكثر الناس لا يعلمون}.
وصلى الله عليه وسلم، بعث سيدنا محمد إلى الناس كافة. فهو رسول البشرية جمعاء، وشرائعه وتعاليمه تنطبق على جميع الناس. وقد وردت الحقيقة في الآية الأولى من القرآن بقولها: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}. سبحانه له. فهو رب الوجود كله، ورب الكون كله، وليس رب العرب فقط، الذين هم جوهر الإسلام وحاملي الرسالة الأولين.
وقد تأكد تميز هذا الدين العظيم عن بقية الرسالات العالمية بقوله الصريح: “”صلى الله عليه وسلم”” كما جاء في الصحيحين: “”لقد بعث النبي خاصة إلى قومه، وأنا.” أرسل إلى الناس عامة.”
إن أممية الرسالة هي السبب الأول لنشرها، وهذه الأهمية أكد عليها المتحدث الرسمي باسم حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي الحاكم في ألمانيا، كريستيان عبد الهادي هوفمان، في مقدمة الكتاب الذي ألفه عن تاريخ الرسالة. المهمة تؤكد اعتناقه الإسلام (من بين أمور أخرى – تاريخ الإسلام السياسي الألماني).
ومن أهم ما جذبه إلى هذا الدين أنه بينما كان يشاهد مناسك الحج على إحدى القنوات الألمانية رأى تجمع كل جنسيات الأرض من مختلف أنحاء العالم في مكان واحد في مكة في وقت ما. في موسم الحج، رغم اختلاف لغاتهم وبعد قاراتهم، رغم كبر حجم الدين، رغم أسنانه وضعفه واختلاف عاداته وتقاليده.
هناك مشهد عظيم ومظاهرات سلمية للملايين لم يشهدها إلا الإسلام. والسبب نفسه ذكره المهندس المعماري الألماني الذي اعتنق الإسلام ثم استقر في مكة، د. محمود بودو راش، في آخر حوار له معه، عندما تحدث عن سبب إسلامه واختياره مكة مكانًا للعمل فيه مهندسًا معماريًا.
السبب الثاني :
السبب الثاني الذي يجذب الغرب عامة والألمان خاصة إلى الإسلام هو أنه دين الفطرة والطبيعة وأن الإنسان الأوروبي، في الحقيقة غريزة الإنسان عامة، يبحث عن راحته وسعادته وسلامته النفسية. ، إلا في الإسلام.
لأنه لا يأمر إلا بما يوافقه ويناسبه ويصلحه ثم يسعده، كما قال الله تعالى:
{فأقم وجهك للدين. لقد خلق الله الطبيعة التي خلق فيها الإنسان. لا يمكن تغيير شيء في خلق الله. هذا الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون }