الصداقة هي أسمى العلاقات وأكثرها إرضاءً. الشخص المخلص لصديقه ليس هو الشخص نفسه، بل القلب. مشاعر الصداقة تتلاقى فقط على خيوط الحب. أي حب هذا الذي يفوق الصداقة؟!
بقلم الكاتبة هبة عادل الفار
قصة صداقة شابين رويت لنا في قصة اسمها
“مجرد وعد”
باللغة العربية الفصحى (اللغة الأم للعروبة)
-مش هتصدقني يا محسن. لن تصدقني مهما حاولت تبرير ذلك لك.
لماذا لا أصدقك! فقط حاول أن تخبرني ولن تندم أبدًا
– حقًا! ..سوف تستمع لي حتى النهاية
– بطبيعة الحال. سأستمع مهما حدث. أعد بذلك
– تذكر أنك وعدت… ولا يمكن الوفاء بالوعد
– لماذا تنظر إلي بهذه الطريقة، يكاد يخيفني؟ حسنًا، لقد وعدتك وسأستمع لموضوعك. تلك النظرة ليست ضرورية يا علي. هل أخلفت وعدي لك يوماً؟ .. سيكون وعدي الثاني .. الأول أننا سنمر بكل مراحل حياتنا معًا بدءًا من المرحلة الابتدائية
-أعلم، ولهذا أتيت إليك
في البداية كان يومًا عاديًا كأي يوم آخر. كالعادة، نزلت إلى الطابق السفلي دون تناول الإفطار وتحدثت معك عبر الهاتف. يومها رديت واعتذرت أنك مش هتفطر معايا وتروح أول محاضرة.
– نعم كان ذلك بالأمس… لكنك لم تحضر المحاضرات بالأمس!
– أرجوك لا تقاطعني يا محسن. ليس لديهم الكثير لمناقشته في الوقت الحالي
– ماذا ؟
– فقط استمع ..
ذهبت وحدي وركبت الحافلة… مكان واحد فقط… أمسكت به بأعجوبة… تعرف أن الطريق طويل… حتى جاءت الفتاة ووقفت بجانبي ممسكة بالعمود.. أعطت نظرت إليّ بنظرات غريبة… حتى اقتربت محطتي… وكدت أتوقف. لقد حثتني على الجلوس… وقالت لي: “لن تنزل إلى هنا. لن أسمح لك بالنزول إلى الطابق السفلي. ألا تتذكرني؟”
وهنا كنت فقط أنظر إلى ملامح وجهها. تعرفين يا هند.
نعم اعرفك. فتاة المدرسة الثانوية الخاصة بك. انتظر لحظة. لم ماتت في حادث؟ ولهذا لم ندرج الإتيكيت لأنه كان حلمها.
أنت تتحدث مرة أخرى وليس لدي الشجاعة لمجادلتك. نعم، لقد دخلت في عمل تجاري لكي أنساه. ولقد أتيت معي وفيت بوعدك.
بالطبع الفتاة ليست هي، لا تنظر إلي بهذه الطريقة. فقط استمع.
كانت تلك صديقتها. أنا أعرفك جيدا. لقد انحنت بالقرب من أذني لدرجة أنني شعرت بالحرج من الركاب من حولي، لكن لم يهتم أحد. ثم همست لي: “لقد وعدتها بأنني سأبقى معها دائماً”. ألا تريد أن تفي بوعدك كما فعلت؟”
أسرعت وقمت وجمعت بين الناس للنزول.. لكنها لم تسمح لي.. ولم تكن لتسمح لي برؤيتك اليوم.. لو لم تكن قد وعدت بذلك أنا في المدرسة الابتدائية كان لدي مدرسة…
لا أفهمك يا علي ماذا تقصد؟
– وفيت بوعدي لك يا محسن. الآن دعونا نفي بوعدك. آه، لو كنا نعلم مدى صعوبة هذه الوعود، لما وعدنا بها.
ما بك يا علي؟ ما زلت لا افهم.
لم أفهم صديقة هند أيضاً، لكن عندما ذهبت إليها فهمت. لا تقلق، ستفهم كل شيء الآن يا محسن. سوف تفهم.
– لماذا كنت واقفاً هكذا يا علي؟ لا تقترب كثيراً… لا
*********
“لا إله إلا الله… الله يتولى عائلاتهم…” قصة هو وصديقه هكذا لمدة يومين على التوالي! .. ولا حول ولا قوة إلا بالله”
“أهذا صديق علي؟!” “”
«يا عيب.. أمس كمان علي كان بيكلم نفسه في الباص.. ونزل من الباص مذعور بس نجا.. واليوم محسن بيكلم نفسه ويسقط من سطح المبنى.. ربما كان حزيناً على فقدان صديقه.. كانا معاً منذ الطفولة حتى الأمس.. يسيران على نفس الطريق.. رحمهما الله».