ضيف المساء
من قصص الرعب القصيرة لأمير حسن
نص قصة “ضيف المساء”
كانت ليالي شتاء ممطرة لن أنساها ما حييت. لأن زيارته غيرت كل شيء.
أحبائي، كما تعلمون من أنا في القصص السابقة، سأتحدث مباشرة في هذه القصة. سنكتشف اليوم ما يفعله بنا الأشخاص المقربون والغرباء.
هناك عائلة صغيرة مكونة من أبوين، الأب اسمه عمرو والأم نهال، وطفلتهم الصغيرة اسمها مريم وعمرها خمس سنوات. لقد عاشوا حياة هادئة إلى حد ما. لأنه لا توجد حياة بدون صعوبات، حتى جاءت ابنة عم عمرو اسمها مروة لتجلس معهم عدة أيام؛ وبما أنها لا تستطيع العيش في منزلها في نفس الوقت بعد وفاة طفلها وزوجها، لم يكن أمام عمرو ونهال خيار سوى الموافقة على رغبتها لأن منزلهما بعيد عن ضجيج المدينة المزدحمة.
ومر يومين ولم يحدث أي جديد واعتادت الأسرة على وجود الصديقتين مروة ومريم اللتين أحبتهما كثيرا.
وهنا، في إحدى زوايا الغرفة، تظهر نقوش مميزة بخط أسود داكن، تلتف حول بعضها البعض ككتلة من الثعابين، لكنها تنتشر على الجدران، رائحة كريهة وعدة صور ظلية، صوت الحمم البركانية، شيء ما. مثل بخار الماء الذي ينشأ من العدم. تقترب هذه النقوش، وكانت بدايتها قرنًا طويلًا، مكونة من حلقات مترابطة، معروفة. بدأ هدفها في زاوية الغرفة المجاورة للغرفة الأخرى ومشى إلى سريرها، وهو يتقلب في سريرها، ويكاد يختنق، ويلهث بشدة ويتعرق.
انتظروا لحظة حتى اقتربت هذه النقوش من سرير مروة، حتى كادت أن تصيبها بين عينيها. فتحت عينيها بشكل غير متوقع عندما جاءت صرخة عالية من المنزل، اهتزت الجدران وأيقظت الجميع. كانت الأضواء من المنزل مضاءة. كانت وجوههم مليئة بالتجهم والرعب. ماذا حدث؟
لاحظ الثلاثة أن الصوت يأتي من غرفة مريم، والباب مغلق من الداخل، واختفى الصراخ وصمتت تماما ولم تجب… ماذا حدث لها؟
نهال بخوف:افعلي شيئا!
عمرو:هكسر الباب.
مروة ترتجف من الخوف؛ لأنها خائفة من فقدان شخص عزيز آخر.
وأثناء محاولات عمرو فتح وكسر الباب المقفل جيداً، انفتح قليلاً، وخرجت مريم وسارت بينهما، وكأنها لم تراها مثل السحابة، أو أنها تمشي وهي نائمة.. هي أنا لم أستطع رؤية الابتسامة على شفتيها وهي تنظر إلى الباب وقالت:-
مريم: مين طارق؟
وبدت الدهشة والدهشة على وجوههم من الذي سيأتي في هذه الساعة المتأخرة. كانت الساعة قد تجاوزت منتصف الليل ونصف الليل. جاء عمرو نحوها بعد أن احتضنتها والدتها بينما كانت مريم لا تزال تبدو متصلبة وتنظر نحو الباب.
عمرو:حبيبي مافيش حد هناك.
وتفاجأ عندما طرق أحدهم الباب.
عض لسانه ونظرت مروة إليها بصدمة وقالت:
مروة ضعيف: كيف فعلت ذلك؟!!
عمرو: سأذهب لرؤية هذا الضيف المشبوه. خذ مريم واقفل الباب جيدا.
أومأت كل من نهال ومروة وذهب عمرو ليفتح الباب. وجد رجلاً يرتدي ملابس نظيفة ويرتدي وشاحًا على وجهه حتى لا تظهر سوى عينيه الزرقاوين، كما لو أنهما سحرتان. قال بصوت يشوبه الوهن والوقار:
– أنا آسف لإزعاجك في وقت متأخر من الليل، ولكن كما ترى هناك عاصفة وسيارتي تعطلت ولا أعرف أحداً هنا، لكن هل يمكنني الحصول على مأوى الليلة؟
عمرو: من أنت؟
اسمي كارم محمود. انا لست من هنا. لقد عدت من العمل في المدينة المجاورة لك. أعمل في شركة الكهرباء.
عمرو: سيدي العزيز، مرحباً بك. لقد سمعت الكثير عنك.
كارم : شكرا .
سمح له عمرو بالدخول بعد أن خلع حذائه المملوء بالطين ودخل خلف عمرو مما أجبره على البقاء في المنزل في غرفة الضيوف.
كريم: لن أبقى معك طويلاً. بمجرد أن يأتي الصباح، سأغادر على الفور.
عمرو : لا يهم . لقد أردت مقابلتك لفترة من الوقت، لذلك سأتركك الآن وسنتحدث في الصباح. الوداع.
كارم ابتسم له من تحت وشاحه فوق وجهه: تمام.
تركه عمرو وانهار كارم منهكا على السرير ثم عاد إلى نهال ومروة وابنته.
نهال: من هو طارق؟
عمرو سعيد: الرجل الذي أردت مقابلته ليساعدني في العثور على عمل.
نهال سعيدة : لا أستطيع أن أصدق ذلك.
مروة لا تفهم شيئا: من هو؟
عمرو: كارم رئيس شركة الكهرباء.
مريم: يا أبي لماذا سمحت له بالبقاء هنا؟
عمرو: لا ينبغي لي أن أرفض. لقد جاء وطلب المساعدة.
نظرت إليه مريم طويلا ولم يفهم أحد ما تقصده وهي تنام على سريرها وتستلقي جيدا تحت الفراش.
لم يفهموا سبب قيامها بذلك، لكنهم تركوها وشأنها.
في غرفة مظلمة حالكة السواد يجلس شخص لا يمكن رؤية وجهه. يجلس في منتصف رسمه. إذا نظرت عن كثب، ستلاحظ أنها نجمة خماسية في دائرة، لكنها مرسومة بطريقة خاصة بما يفعلونه. وفيها نقوش كثيرة جداً وكلمات بالخط الأسود، وبعضها بالخط الأحمر الداكن، وكان القرن في وسط الدائرة وفي وسط النجمة.
صوت خشخشة مخيف، يردد كلمات غامضة وهو مغمض العينين. وفجأة دخل شخص يرتدي عباءة تغطي كامل جسده ويحمل حقيبة سوداء كبيرة كان يجرها خلفه. انبعثت رائحة متعفنة، مثل رائحة الجثث المتحللة.
شاهد: قصة المخلوق الغريب
ويزداد تدفق النقوش وتبدأ الدوامة في الظهور، ويردد هذا الرجل: “ميتسرون حاكم الملوك السبعة، الجن، خادم الشموع والاختطاف والتغيير، ومن السبعة الموكلين بهم” “التحالف النبيل.”
يستمر هذا الرجل الغامض في هذه الغرفة المظلمة. أقسم لك يا ميتسرون بحقوق سكان الجسور. رد بحق هذه الأسماء عليك وطاعتها لك. أين الزوبعة والزوبعة والغيلان الأربعة دنجال ومجيال ومقال العابد للنار ودناهيش وقطش ودندن ودندان وقطر وشمعون؟ يا حاكم ملوك العالم العلوي السبعة قابايل وأنايل وسركيال… أقسمت لك بالآب العظيم الجالس أمام الصليب وبعلي. رأسه متوج وفي غرفة الكتاب المقدس
وساد الصمت، واستقرت الغيوم، وزبد البحر وزبد. أتاني إبليس شيخ الكفار فقلت له: أين أولادك الفلافيس أيها الملعون، قال: لك هلال، قمر، كاسر جبل، هاروت وماروت وحجوج ومأجوج ورسول الجن وياقوت وعيتوش المنحرف الوسواس الخائن».
واصل واستمر في الصراخ. اهتزت الجدران وصرخ الصراخ بصوت عالٍ مثل الزلزال، وابيضت عيناه. اختفى الحجر الأسود . كان جسده يهتز بعنف ويمكن سماع صراخه وصراخه المكبوت. اشتدت العاصفة. كانت الرياح والرعد والبرق تحيط بالمنزل كما لو كان هنا. وكان القمر في ليلته الكاملة. لقد جاء الشر لا محالة. دع الرجل يترك المقبض. يحمل الحقيبة، ويركض بسرعة نحو الرجل الجالس في الدائرة، ويتواصلان، وتنتشر الضحكات والدماء في كل مكان. جسد الرجل يهتز بعنف، ليس مثل الإنسان على الإطلاق. تنبعث رائحة النجاسة والتعفن، وفجأة يخرج بسرعة كبيرة سكينًا يتوهج في الظلام ويقطع رؤوسهم، ويتدفق الدم في كل مكان وهو يواصل ذلك. قوله: سينتصرون سينتصرون. فتعال وقم يا ملك الجن والملوك السبعة. سوف يفوزون، سوف يفوزون.
وبسبب الهواء القوي في الغرفة، طار الوشاح، وكشف عن وجهه كريم ومروة في نفس الوقت، وكأنهما شخصين في جسد واحد. ومع تفاقم الأمور، أصبحوا متحولين تغير مظهرهم، بعيون بيضاء وشعر أشعث صغير وحوافر كبيرة. وكانت أجسادهم سوداء وأمامهم جثة والديهم. لكنهم لم يلاحظوا أن مريم استيقظت واختبأت ونظرت. بالنسبة لهم ولما كانوا يفعلون، لم تكن قادرة على فتح فمها وإصدار صوت، وإلا فسوف تُقتل مثل والديها. كانت تعلم أنه كاذب ومخادع. وفي الليل جاء أحدهم ليخبرها، لكن والديها لم يصدقاها. واستمرت في البكاء بهدوء، وفجأة ساد الصمت المكان حتى ظهر ملك الملوك ميتسرون وركع أمامه ليقول:-
ويصرخون بأصوات مخيفة وخشنة: ماذا تريدون؟!
مروة: أريد أن أعيش للأبد و…
وكادت أن تكمل حتى قاطعها كارم قائلاً: “وأريد الجمال والقصور”، لقد عانينا كثيراً يا سيدي لنأتي إلى هنا.
ميتسرون: سأعطيك ما تريد، لكن عليك إحضار الخيطين وتغييرهما وقطعهما.
لم يفهموا ما كان يقصده، وبينما كانت ماريا تتراجع إلى الوراء، دفعت باتجاه الطاولة لتجعلهم ينتبهون إليها. فغضب ميتسارون بشدة وصرخ بغضب وكرر: “اللعنة سأعود وأنتقم”، البقاء لنا والدمار لجنس آدم. لكن تذكري أن قطع التوأم سيزيل غضبي”.
ثم في لحظة اختفى في الهواء.
ركضت مريم إلى الخارج وهي تبكي وتستغيث، حتى وجدت مروة، ابنة عم والدها، مقتولة في حديقة المنزل، وكأن أحداً جاء بأداة طويلة وحادة وطعنها من رأسها إلى أخمص قدميها. قسمهم إلى قسمين.
واصلت الركض. كانت الشمس مشرقة هنا. اصطدمت بصديق والدها ونظرت إليه وفقدت الوعي. لقد صدم مما رآه وظهرت ابتسامة شريرة على شفتيه.
هل يمكنكم يا أحبائي أن تتخيلوا ماذا حدث بعد دخول كارم إلى المنزل؟ دعني أخبرك أنه لم يكن سوى كائن شرير يحاول الدخول إلى المنزل لأداء الطقوس وتقديم التضحيات. عرفت ما يريده والدها واتخذت شكل كارم، وكان صديق والدها قد خطط لكل شيء. لقد كان ساحرًا عظيمًا واستغل الفرصة. فصدقه عمرو واقترب منه حتى اكتمال قمر اليوم المحدد ونفذ خطته الدنيئة.